ارض بما قسم الله لك تكن اغنى الناس
--------------------------------------------------------------------------------
مر فيما سبق بعض معاني هذا السبب: لكنني ابسطه هنا ليفهم اكثر وهو:ان عليك ان تقنع بما قسم لك من جسم ومال وولد وسكن وموهبه وهذا منطق القران (فخذ ما اتيتك وكن من الشاكرين) ان غالب علماء السلف واكثر الجيل الاول كانوا فقراء لم يكن لديهم اعطيات ولا مساكن بهيه ولا مراكب ولا حشم ومع ذلك اثروا الحياة واسعدوا انفسهم والانسانيه لانهم وجهوا ما اتاهم الله من خير في سبيله الصحيح فبورك لهم في اعمارهم واوقاتهم ومواهبهم ويقابل هذا الصنف المبارك ملاء اعطوا من الاموال والاولاد والنعم فكانت سبب شقائهم وتعاستهم لانهم انحرفوا عن الفطره السويه والمنهج الحق وهذا برهان ساطع على ان الاشياء ليست كل شيء انظر الى من حمل شهادات عالميه لكنه نكرة من النكرات في عطائه
وفهمه واثره بينما اخرون عندهم علم محدود وقد جعلوا منه نهرا دافقا بالنفع والاصلاح والعمار
ان كنت تريد السعاده فارض بصورتك التي ركبك الله فيها وارض بوضعك الاسري وصوتك ومستوى فهمك ودخلك بل ان بعض المربين الزهاد يذهبون الى ابعد من ذلك فيقولون لك:ارض باقل مما انت فيه وبدون ما انت عليه هاك قائمه رائعه مليئه باللامعين الذين بخسوا حظوظهم الدنيويه
عطاء بن رباح عالم الدنيا في عهده مولى اسود افطس اشل مفلفل الشعر
الاحنف بن قيس حليم العرب قاطبه نحيف الجسم احدب الظهر احنى الساقين ضعيف البنيه
الاعمش محدث الدنيا من الموالي ضعيف البصر فقير ذات اليد ممزق الثياب رث الهيئه والمنزل
بل الانبياء الكرام صلوات الله وسلامه عليهم كل منهم رعى الغنم وكان داود حدادا وزكريا نجارا وادريس خياطا وهم صفوه الناس وخير البشر
اذا فقيمتك مواهبك وعملك الصالح ونفعك وخلقك فلا تاس على ما فات من جمال او مال او عيال وارض بقسمه الله (نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياه الدنيا)